أسبوع الموت والعودة للجاهلية
تعيش اليمن منذ 2014 أسوأ مراحل تاريخها القديم والحاضر، خصوصاً أن هذا البلد الذي عرف بإيمانه بالإسلام، وأنها مركزاً للديانات لم تكن يوماً تقدس القبور وتقيم أسابيعا للموتى، وتشجع على إزهاق الروح البريئة.
حين يزور اليمني دول العالم ويطلع على حياة الشعوب يجد اختلافا كبيرا، في التقدم الفكري والتطور الذاتي بين وطنه وبقية دول العالم سواء في النظرة المستقبلية لتلك المجتمعات، والرؤى والأفكار المتحضرة، ورفض الانصياع لكل المشاريع والتوجهات المهينة والمدمرة التي تحد من نهوض بلادهم وتنميتها؛ لذا يجد هذه البلدان قطعت شوطاً كبيراً في الازدهار والتنمية، بعكس اليمن التي كل يوم تعود للوراء أكثر من 1450 سنة أي إلى الجاهلية، إبان صناعة الأصنام وعبادتها والعودة لهبل وصاحب القداح وعبد مناة، واللات والعزة والـ 360 صنماً التي كانت موجودة حول الكعبة الشريفة قبل الإسلام، وأزالها رسولنا وحبيبنا عند فتح مكة.
لم يعرف اليمنيون مزارات تقدس قبل عقد من الزمن ولم يكن هناك أسبوع للترويج للموت والفناء والدمار والتفنن في المقابر والقبور لسلالة وشخصيات معينة يزعمون أنهم أولياء الله في أرضه، حتى قدم الحوثيون من كهوف صعدة بأفكارهم الهدامة ومشايع الفناء إلى صنعاء ليحل الظلام والموت في كل بيت وقرية ومدينة، وتنتشر الأفكار الهدامة وطقوس الجاهلية والاستعباد للبشرية والعنصرية والاعتداء على النساء والأطفال واختطافهن وتصفيتهم بل ووأد الفتيات باسم العار كما كان يحدث في الجاهلية.
لقد أصبحت احتفالات الحوثي في صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرته، بل وصناعة الأصنام وزيارة قبر حسين بدر الدين الحوثي والسجود أمامه، والتبرك بحجار قبره وأكل حفنة من تراب قبره للشاكين من الآلام، وغيرها من الأفعال الباطلة ينذر بخطر داهم، في الارتداد لعصر الردة وعبادة لغير الله، وإذلال البشر للبشر، ونشر الفتن بين القبائل والمجتمعات.
كل ما ذكر قد أصبح جزء من حياة اليمني، إذ تسعى المليشيا الحوثية لتصديره إلى دول عربية وإسلامية من خلال حملات الاستغلال للقضية الفلسطينية وغزة للوصول لتلك الشعوب ونشر أفكارها الهدامة.
ما صنع الحوثيون من صناعة تماثيل تشخصية لحسن نصر الله، هو مثال لما صنعته قبيلة توراجا الإندونيسية لأخرج الموتى والعبث بحرمة الموت وقدسية الحياة الأخرى، لا تختلف عن نهج الحوثي الذي يسعى للتحول إلى توراجا اليمن عبر فعالياته لما يسمى بـ"الذكرى السنوي للشهيد" أو بالأحرى أسبوع الموت الذي ربما في السنوات القادمة يخرج فيها قتلاه للاحتفال معهم.
توراجان اليمن قادمة وقد بدأت تفرض عدد من السلوكيات منها صناعة اصنام للموتى وغيرهم والاحتفال معهم في هذه الفعالية والتصوير بجوارهم بل وتقبيلهم والتبرك بهم.
إن البقاء في موقف المتفرج على هذه العصابة الإرهابية الجاهلة التي تنفذ مشاريع خارجية في تفكيك المجتمع اليمني بل والذهاب لتشجيعها على افعالها وخزعبلاتها لن يؤثر على اليمن بل ينذر بالعودة إلى عصور الضلالة ونشر الفوضى والدمار والموت في كل زاوية من زوايا منطقتنا وعالمنا المسلم والمسالم.