اليمنيون خوارج ومنافقون في عقيدة الحوثي
تقوم عقيدة الحوثيين في تصنيف المجتمع اليمني على تقسيمهم إلى دائرتين:
1. دائرة ضيقة هي دائرة المؤمنين، ويقصدون به الإيمان بأفضلية العرق وحصرية الحقوق - وأولها الحق في الحكم - في ذرية الحسن والحسين، إلى أن تقوم الساعة.
2. دائرة واسعة هي دائرة المنافقين، وتشمل هذه كل من هو خارج عن هوية الإيمان، وفق مفهومها للدائرة الأولى.
وتتسع دائرة المنافقين هذه لتشمل جميع اليمنيين منذ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، وحتى اليوم، على اعتبارهم:
أ - مجموعة جديدة من "الخوارج" الذين خرجوا - عبر الثورة - على حكمهم الإلهي "المزعوم"، وحاكمهم الشرعي "المُدّعى".
ب - مجتمع جديد من الذين مردوا على "النفاق" بتمردهم على الإيمان بعقيدة الولاية "المُفتراة".
وحتى أولئك الذين انخرطوا من المجتمع اليمني مع مشروع الإمامة في لحظة معينة من حروبها الانتقامية فلا تؤهلهم تلك المشاركة للخروج من دائرة النفاق؛ ما داموا خارج دائرة المؤمنين بسيادة الإمامة دينياً ودنيوياً، وقد رسمت الإمامة لهؤلاء المنخرطين معها أحد ثلاثة مصائر بعد الاستغناء عن خدماتهم:
الأول: السحل على الإسفلت، أو السجن والتعذيب حتى الموت، تحت تأويل: "يعذبهم الله بأيديكم".
الثاني: التضييق عليهم حتى الانتحار أو إحراق أنفسهم في الميادين العامة، تحت تأويل: "نكالاً من الله".
الثالث: أن يلقوا مصارعهم في جبهات القتال، تحت معتقد المثل الشعبي "حجر من طريق المسلمين".
أما ما يتركه هؤلاء الضحايا خلفهم من أموال وأملاك وأهلون، فحقها المصادرة، وفق قواعد الفقه الفاسد لعبدالله بن حمزة، في تطبيق أحكام قتال المنافقين كفار التأويل، وفي قواعد إسماعيل بن القاسم، في تطبيق أحكام خيبر على المناطق التي يسيطرون عليها بالغلبة، والذي قال بأنه يخشى أن يسأله الله عن ما تركه لليمنيين وليس على ما أخذه منهم.
شواهد هذه العقيدة العنصرية السادية الفاسدة واضحة في عناوين حروب الإمامة الجديدة ضد اليمنيين، وفي وثيقتهم الفكرية والثقافية، وأصبحت رأي عين لدى المغرر بهم من واقع ممارسات الحوثيين، لكن لقد شب اليمنيون عن طوق الاستسلام، ولن يكونوا ضحايا في مسالخ الذبح ومعابد العبودية، فقد استدار الزمن دورته.