المخابرات الإيرانية تفرض 26 شخصية لإدارة الملف الأمني في أهم محافظة خاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية
أكد مسؤول محلي، تعيين مليشيا الحوثي شخصيات تدربوا في إيران ولهم ارتباطات مباشرة بالمخابرات الإيرانية، لإدارة الملف الأمني في محافظة الحديدة (غربي اليمن)، وذلك بالتزامن مع تحشيدات عسكرية للمليشيا إلى المحافظة.
جاء ذلك على لسان مدير الإعلام في السلطة المحلية بمحافظة الحديدة، المعينة من الحكومة الشرعية، علي حميد الأهدل، على منصة إكس، تعليقاً على التعيينات الحوثية الأخيرة لمديري الأمن في المحافظة.
وقال الأهدل "إيران تفرض 26 شخصية جديدة على الحديدة، جميعهم من الدائرة الضيقة المرتبطة بالمخابرات الإيرانية مباشرة، ومن خارج المحافظة (من أبناء صعدة وعمران وحجة وصنعاء)، ممن تدربوا في قم بإيران تحت إشراف قيادات أمنية إيرانية، تم فرضهم بصفة مديري أمن مديريات المحافظة، بما في ذلك المديريات المحررة، التي لا يوجد فيها أي وجود حوثي".
وأوضح أن "هذه الخطوة تبرز بوضوح الرعب الحقيقي الذي تعيشه إيران من فقدان سيطرتها على سواحل البحر الأحمر، التي ما زالت تحت سيطرة مليشيا الحوثي، وتشير إلى فقدان الثقة تمامًا بأدواتها السابقة في المحافظة".
وأضاف أن تلك التعيينات تظهر خشية المليشيا من الانشقاقات وتصدع الوضع الداخلي في الحديدة، خصوصًا مع ارتباك الأوضاع العسكرية المتدهورة.
ولفت الأهدل إلى أن فقدان ثقة المليشيا بمديري الأمن السابقين، الذين كان البعض منهم من أبناء تهامة، واستبدالهم بشخصيات تدين بالولاء المباشر لإيران، يعكس نية المليشيا إنهاء دور الشخصيات الاجتماعية المحلية التي تورطت بالولاء للحوثيين، ويهدف إلى مراقبتهم عن كثب لمنع أي تعاون مع القوات الحكومية المشتركة المناهضة لهم.
وأشار إلى أن التعيينات التي شملت أيضاً المديريات المحررة، مثل "الخوخة" و"حيس"، ليست سوى محاولة بائسة لطمأنه المليشيات بأن بقائهم حتمي للسيطرة على الوضع في محافظة الحديدة، مؤكداً أن "هذه التعيينات تظل بلا جدوى على المدى الطويل، إذ لا تحظى بأي قبول شعبي وستُواجه برفض علني في اللحظة المناسبة من كافة أبناء تهامة، الذين يرون في الحوثيين قوة احتلال تسعى للهيمنة بالقوة".
وخلال الأيام والأسابيع الماضية كثفت مليشيا الحوثي من تحشيداتها العسكرية للمحافظة حيث أشارت مصادر رسمية ومحلية، إلى أن المليشيا استقدمت مئات الآليات العسكرية شملت "منصات صواريخ موجهة وبطاريات كاتيوشا ومدافع هاوزر، وعربات دفع رباعي، ودراجات نارية"، فضلاً عن معدات إنشاءات هندسية، والمئات من العناصر المسلحة، ونشرتها في عدد من المناطق التي هجّرت السكان منها، كما ضاعفت من حفر الأنفاق وبناء التحصينات والخنادق.